رسالة دكتوراه هي الدرجة الأعلى مرتبة في درجات التعليم الأكاديمي، فهي تمثل تتويجًا هامًا لمثيرة بحثية طويلة ومثمرة بالعديد من المعلومات حيث يقوم الطالب فيها بتقديم مساهمة علمية أصيلة تُعرف برسالة الدكتوراة، والسؤال هنا ما هي رسالة الدكتوراه؟ وما الأهداف منها؟ وللإجابة عن هذا السؤال يمكنكم متابعة هذا المقال.
ما هي رسالة الدكتوراه وما الأهداف منها؟
تُعد رسالة الدكتوراه بحثًا علميًا مميزًا وعميقًا جدًا، فهو يتجاوز البحث التكميلي للمعرفة الموجودة، والهدف منه هو تقديم إضافة نوعية ومبتكرة للمجال الذي قام الباحث باختياره، رسالة الدكتوراه ليست مجرد معلومات يقوم الباحث باستعراضها فقط، ولكنها هي الخوض في أعماق البحث العلمي بهدف إضافة المعرفة العلمية والإنسانية، كما أن رسالة الدكتوراه تختلف عن رسالة الماجستير، وذلك لان رسالة الدكتوراه أكثر عمقا وأكثر شمولية وأكثر ابتكارًا، رسالة الماجستير دائمًا ما تركز على إظهار قدرة الطالب على التحليل واستيعاب المعرفة، بينما تسعى رسالة الدكتوراه إلى إنتاج معرفة جديدة ومتطورة، كما أنها تساهم في النهوض بالمجال الذي تم اختياره إلى أعلى المراتب.
ويمكن تعريف رسالة الدكتوراه بالمعنى اللغوي على أنه مصطلح مشتق من كلمة لاتينية تسمي “docere” وهذه الكلمه تعني العلم أو الدراسة، فيشير هذا المعنى الى مكانه العلم الرفيعة ومكانه الباحث الذي يحظى بها كخبير في مجاله، فكل شخص يحمل درجة الدكتوراه فهو شخص خبير في المجال الذي قام باختياره، وهنا سوف نصل إلى نقطة هامة جدًا، وهي ما هي الأهداف التي تسعى رسالة الدكتوراه إلى تحقيقها وهي التي سوف نذكرها لكم في السطور التالية:
اولا إثراء المعرفة العلمية
تعتبر الإضافة إلى رصيد المعرفة الانسانية هدف قوي جدًا لرسالة الدكتوراه، من خلال تقديم أفكار جديدة وتقديم حلول لمشكلات قائمة موجودة بالفعل، أو تطوير نظريات تم فرضها في السابق.
ثانيًا تنمية مهارات البحث العلمي
رسالة الدكتوراه تساهم في صقل مهارات الباحث العلمي رسائل الماجستير والدكتوراه في مختلف جوانب البحث العلمي، وذلك بداية من تحديد المشكلة، وجمع البيانات، وايضًا كتابة التقارير، الى ان يصل في النهاية الى النقد العلمي البناء.
ثالثا إعداد باحثين مؤهلين
برامج الدكتوراه تقوم بإخراج باحثين مؤهلين لديهم القدرة والمهارة على إجراء بحوث مستقلة تساهم بالفعل في تطوير المجالات المختلفة التي قاموا باختيارها، واضافة لها القيمة العلمية التي تفيد المجتمع.
رابعًا الارتقاء بالمستوى الأكاديمي والمهني
رسالة الدكتوراه تفتح العديد من الآفاق الواسعة للباحث الذي قام بحمل شهادة الدكتوراه في المجال الأكاديمي والمهني، لأنها تقوم بتأهيل الباحث حتى يستطيع شغل مناصب مرموقة في الجامعات والمؤسسات البحثية والاستشارية.
خامسا تعزيز المكانة الاجتماعية والثقة بالنفس
فحامل رسالة الدكتوراه يستطيع أن يكون له مكانة اجتماعية مرموقة، ولديه ثقة كبيرة بنفسه، وهذه الثقة لما تأتي من العدم، وإنما نتيجة الجهد الكبير الذي قام بتقديمه والمسيرة العلمية المثمرة التي قام بخوضها خلال السنوات الماضية.
سادسا تطوير مهارات التفكير النقدي وقبول النقد
تساهم عملية إعداد رسالة الدكتوراه ومناقشتها أمام لجنة المناقشة بالمساهمة في تطوير مهارات التفكير النقدي لدى الباحث، وايضًا تمكنه من قبول النقد البناء، وبذلك يصبح الباحث قادرًا على أن يقوم بالدفاع عن أفكاره بشكل منطقي ومقنع.
رسالة الدكتوراه تتطلب العديد من الالتزامات الصارمة بالمعايير العلمية مثل الأصالة والدقة والمنهجية كما انها تحتاج الى بذل جهد كبير ووقت مناسب ووفير وذلك لانها تتطلب مناقشة علنية واضحة أمام لجنة المناقشة، فهي لجنة تقوم لتقييم جودة البحث العلمي للباحث وإعطائه الدرجة التي يستحقها، رسالة الدكتوراه تضيف قيمة للمعرفة الانسانية وهي رحلة مثمرة تساهم في بناء جيل جديد من العلماء والباحثين الذين لديهم القدرة والمهارة على خدمة مجتمعهم.
اطلع على: كيفية كتابة بروبوزال دكتوراة
خطوات إعداد رسالة الدكتوراه
تُعتبر رسالة الدكتوراه هي التاج الذي يرتديه الباحث بعد مسيرة علمية طويلة جدًا، فهي تقوم بتقديم للباحث اضافة علمية قيمة في مجال تخصصه، ولتحقيق هذا الهدف يجب أن يمر البحث بالعديد من المراحل المنظمة، فما هي المراحل التي يمر بها الباحث وكيف يتم إعداد رسالة الدكتوراه بشكل ناجح ومنظم؟
فهيا بنا نتعرف على خطوات إعداد رسالة الدكتوراه:
العنوان
يعتبر العنوان واجهة رسالة الدكتوراة، فهو أول عنصر يقوم القارئ بالنظر إليه، لذلك يجب أن يكون العنوان مميزًا وجذابًا ومختصرًا، بالاضافة إلى أنه يجب أن يكون واضحًا ودقيقًا، ويعكس محتوى الرسالة بدقة وشفافية، كما أنه يفضل أن لا يتجاوز عدد كلماته عن 10 كلمات.
المقدمة
المقدمة هي تقديم لمحة ونظرة عامة عن موضوع الرسالة بشكل مجمل، فهي توضح المغزى من رسالة الدكتوراه وأهميتها دون الدخول في تفاصيل، فيجب أن تكون كتابة مقدمة رسالة ماجستير أو دكتوراه موجزة ومختصرة، وأيضًا في نفس الوقت تكون شاملة، كما انها يجب ان تمهد للقارئ فهم الإطار العام للبحث وتمهد له قراءة البحث العلمي بتشوق.
مشكلة البحث
الهدف من هذه المرحلة تحديد المشكلة الرئيسية التي يتناولها البحث، ويجب أن تكون المشكلة جديدة وغير مكررة، أو تهدف إلى تقديم إضافة جديدة لمشكلة سابقة.
أهمية البحث وأهدافه
هذه المرحلة تسعى إلى توضيح الأسباب التي دفعت الباحث إلى أن يقوم باختيار تلك الموضوع، كما أنها توضح الفوائد المتوقعة من هذا البحث على المجال العلمي بشكل خاص والمجتمع بشكل عام.
مصطلحات البحث
يجب على الباحث أن يقوم بتعريف المصطلحات الرئيسية في رسالة الدكتوراه الخاصة به، حتى يسهل على القارئ فهمها.
أسئلة وفرضيات البحث
هنا يستطيع الباحث بطرح الأسئلة التي تسعى رسالة الدكتوراه للإجابة عنها، أو الفرضيات التي تسعى لاختبارها.
حدود البحث
حدود البحث تعني تحديد النطاق المكاني والنطاق الزمني للبحث العلمي النطاق المكاني مثل المدينة او الدولة التي يتم فيها كتابة البحث العلمي، أما النطاق الزمني فهي الفترة الزمنية للدراسة، فيجب على الباحث أن يقوم بكتابة حدود البحث العلمي بكل دقة ووضوح.
منهجية البحث
منهجية البحث، هي مرحله تحدد الطريقة التي يقوم الباحث باتباعها حتى يستطيع جمع وتحليل البيانات، مثل المنهج التجريبي والمنهج التاريخي والمنهج الوصفي وكذلك المنهج الاستقرائي.
الخاتمة
تتضمن الخاتمة النتائج والتوصيات الخاصة برسالة الدكتوراه، كما أنها تلخص أهم النقاط التي توصل إليها الباحث في رحلته البحثية.
مراجع الرسالة
مراجع الرسالة جزء هام جدًا يقوم الباحث بكتابته حتى يستطيع القارئ معرفة المراجع والمصادر للأبحاث المستخدمة في البحث.
وبعد إتمام تلك المراحل يتمكن الباحث من وضع خطة بحث محكمة، وبعد ذلك تبدأ مرحلة الإعداد الفعلي لكتابة رسالة الدكتوراه والتي يجب أن تتضمن الخطوات التالية:
أولاً تجهيز المراجع
تجهيز المراجع أي جمعها، فقد يقوم الباحث بجمع المراجع العلمية المناسبة له، وتحديد الأجزاء التي يقوم باستخدامها من تلك المراجع، فيجب أن يستفيد من هذه المصادر الإلكترونية والمواقع المتخصصة في مجاله.
ثانيًا تحديد عينة الدراسة وأدوات البحث واختبارها.
في حالة البحوث يقوم الباحث بتحديد عينة الدراسة واختيار أدوات البحث العلمي التي من خلالها يقوم بجمع البيانات المناسبة له مثل، الاستبيانات والمقابلات، مع اختبار هذه الأدوات قبل استخدامها للتأكد من فعاليتها للبحث العلمي.
ثالثًا التحليل الإحصائي
في بعض البحوث العلمية يتطلب الأمر تحليلًا إحصائيًا للبيانات التي قام الباحث بتجميعها، وذلك باستخدام برامج متخصصة في التحليل الإحصائي، مثل برنامج التحليل الإحصائي SPSS و SAS و E. VIEW.
رابعًا كتابة الرسالة
تعتبر كتابة متن الرسالة بشكل منظم ومنطقي من أهم الخطوات التي يجب أن يمر بها البحث العلمي ورسالة الدكتوراه، فيجب على الباحث أن يقوم بمراعاة الدقة والوضوح في صياغة الرسالة كما أنه يفضل كتابة الرسالة جزءً بجزء، وذلك لضمان جودة الكتابة وخلوها من كافة الأخطاء.
خامسًا التدقيق اللغوي
بعد ذلك يجب على الباحث أن يقوم بمراجعة رسالة الدكتوراه مراجعةً لغويةً و إملائيةً ونحويةً في نفس الوقت وذلك بالاستعانة بمدقق لغوي متخصص في هذا المجال لضمان خلو رسالة الدكتوراه من الأخطاء الإملائية واللغوية والنحوية.
في مكتب صَي جايد، ندرك أهمية رسالة الدكتوراه في مشوارك الأكاديمي والمهني. لذلك نقدم لك خدمة متكاملة لإعداد رسالتك بأسلوب علمي دقيق يحقق لك التميز الذي تستحقه. مع خبرتنا الواسعة وفرق الباحثين المتخصصين، نضمن لك بحثًا شاملًا ومنهجية علمية تعكس رؤيتك البحثية بوضوح. هذا يجعلنا مكتب اعداد رسائل الماجستير والدكتوراه.
أدوات البحث في رسالة الدكتوراه
من خلال رسالة الدكتوراه يقوم الباحث بتقديم إضافة علمية قيمة في مجال تخصصه، وحتى يقوم الباحث بتحقيق ذلك الهدف يجب أن يعتمد على مجموعة كبيرة من أدوات البحث، تلك الأدوات من شأنها أن تقوم بمساعدته في جمع البيانات وتحليلها واستخلاص النتائج، وهنا يظهر السؤال الأهم وهو ما هي هذه الأدوات وكيف يتم استخدامها في رسالة الدكتوراه؟
يتم تعريف أدوات البحث بأنها الوسائل التي يقوم الباحث باستخدامها لحل جميع مشاكل بحثه، سواء كانت تلك الأدوات بيانات أو عينات بحثية أو أجهزة، وغير ذلك من الأدوات، البحث الجيد هو البحث الذي يجمع البيانات والمعلومات الدقيقة والموثوقة، لذلك يجب على الباحث أن يقوم باستخدام أدوات عديدة ومناسبة مع طبيعة وأهداف بحثه.
وأدوات البحث العلمي عديدة ومتنوعة جدًا، ولكن في السطور التالية سوف نذكر لكم الأدوات الأكثر شيوعًا وانتشارًا والتي يتم استخدامها بكثرة في رسائل الدكتوراه وهي:
1- الاستبيان
يعتبر من أكثر الأدوات استخدامًا، فهو يعتمد على إعداد قائمة من الأسئلة التي يجب أن يجيب عنها القراء، ويتميز بالتكلفة البسيطة وسرعة وإمكانية تطبيقه على عينة كبيرة، ولكن قد يكون الاستبيان من الصعب الإجابة عنه كتابيًا، واحيانًا غموض بعض مصطلحاته. وهنا يتم تصنيف الاستبيان إلى ثلاثة أنواع:
- الاستبيان المفتوح: وهو الذي يكون عبارة عن أسئلة مقالية يقوم المبحوث الإجابة عنها بحُرية وبشكل مُفصل.
- الاستبيان المقيد او المغلق: وهو عبارة عن أسئلة محددة وتكون إجاباتها مغلقة مثل قم بالإجابة بنعم أو لا، أو قم باختيار الإجابة الصحيحة.
- الاستبيان المفتوح-المقيد: وهو استبيان يحتوي أسئلة مغلقة وأسئلة أخرى مفتوحة.
اقرأ: خطوات تصميم الاستبيان في البحث العلمي
2- المقابلة
تتشابه المقابله مع الاستبيان في بعض الجوانب ولكن تتميز المقابلة بأنها
- تكون حوارًا مباشرًا بين الباحث والمبحوث، وهذا قد يتيح للباحث الحصول على معلومات أكثر عمقًا وفهمًا لآراء المبحوث واتجاهاته.
- كما أن المقابلة يتم استخدامها من قبل باحثين مدربين على جمع البيانات مباشرة من الأشخاص.
- تتميز بقدرتها على توفير معلومات غنية.
- كما تتميز بأنها لديها المرونة العالية. يستطيع الباحث التأكد من فهم المبحوث للاسئله.
ومن عيوب أداة المقابلة:
- احتمالية عدم التزام الباحث بالموضوعية والحيادية.
- كما أنها يمكن أن يصعب على الباحث تسجيل جميع المعلومات بدقة.
- بالاضافة إلى الوقت والتكلفة العالية للمقابله
3- الملاحظة
يتم استخدام أداة الملاحظة لجمع البيانات التي تتعلق ببعض الأحداث عن طريق مشاركة الباحث في الحياة اليومية للعينة أو مراقبتها بشكل مباشر، وتتميز الملاحظة بإمكانية التسجيل الدقيق للسلوك الملاحظ أيضًا، والحصول على بيانات دقيقة، ولكن من عيوبها أنها يصعب التركيز لفترات طويلة، وصعوبة تحليل الملاحظات وتحويلها إلى بيانات رقمية، وهنا يمكن أن تقسم الملاحظة الى ثلاثة انواع:
- أولا الملاحظة العرضية: فهي ملاحظة عفوية لأحداث ومواقف معينة.
- ثانيًا الملاحظة المنظمة: وهي تعتبر ملاحظة يتم التخطيط لها مسبقًا، وتركز على جوانب محددة من الدراسة.
- ثالثًا الملاحظة بالمشاركة: فهي يتم فيها إندماج الباحث في مجتمع العينة، وذلك بهدف مراقبتها ومراقبة سلوكها بشكل طبيعي.
4- الاختبارات
يتم استخدام الاختبارات لقياس جوانب محددة لدى عينة الدراسة، مثل التحصيل الدراسي والخصائص النفسية، كما ان الاختبارات تستخدم بشكل كبير جدًا في المجالات التربوية والمجالات الإدارية والنفسية، ومن مميزات الاختبارات أنها يتم استخدامها في اختبار التحصيل والتنبؤ بالمستقبل، وتحديد نقاط القوة والضعف، والقياس الدقيق للخصائص النفسية، بالاضافة الى انه يجب تصميم تلك الاختبارات بعناية لضمان صدقها وثباتها.
5-الاقتباس
وهي استخدام نصوص وأفكار من مصادر أخري، ولكن يجب توثيقها بشكل صحيح وبدون نسخ أو انتحال.
6- تحليل المحتوى
وهو تحليل النصوص أو الوسائل الإعلامية بهدف فهم محتواها واستخلاص النتائج.
7- دراسة الحالة
وتعني دراسة الحالة، اي دراسة الحالة البحثية الفردية أو مجموعة صغيرة تحليلًا عميقًا وشاملًا.
فإذا قام الباحث باختيار الأدوات التي تتناسب مع طبيعة بحثه، وتساعده في جمع البيانات المطلوبة بدقة وثقة، وقام بمراعاة مميزات وعيوب كل أداة، تكون رسالة الدكتوراه الخاصة به دقيقة وموثوقة ومتميزة.
قد يهمك: رسالة دكتوراه جامعة بيشه
معايير كتابة رسالة دكتوراه متميزة
رسالة الدكتوراه ليست بالأمر العادي، ولكنها إضافة قيمة للمعرفة الإنسانية والعلمية، ولكي تعتبر رسالة الدكتوراه متميزة يجب أن تستوفي المعايير مجموعة من المعايير الدقيقة التي من شأنها أن تضمن جودة القيمة العلمية لرسالة الدكتوراه.
رسالة الدكتوراه حتى يتم كتابتها تتضمن تتطلب تخطيطًا دقيقًا و بحثًا شاملًا وكتابة منظمة، فضلًا عن ذلك الالتزام بالمعايير الأكاديمية الصارمة، وحتى يتم تحقيق ذلك، هناك بعض المعايير التي تساعد الباحث عند إعداد رسالة دكتوراه عالية الجودة وتلك المعايير هي ما يلي:
1- التخطيط المبكر والالتزام بالجدول الزمني
من أهم المعايير لكتابة رسالة دكتوراة، أن يقوم الباحث بالتخطيط للرسالة في وقت مبكر، بالإضافة إلى وضع جدول زمني مُفصل، يشكل كافة مراحل البحث، كما يجب الإلتزام بالجدول الزمني قدر المستطاع، وذلك لتجنب الضغط في المراحل الأخيرة.
2-الإخلاص في النية والهدف
يجب أن يكون الهدف من كتابة رسالة الدكتوراه هو تعزيز المعرفة العلمية وحل مشكلة مجتمعية موجودة بالفعل وليس مجرد الحصول على مكانة إجتماعية فقط.
3- اختيار موضوع جديد ومناسب
تعتبر مرحلة اختيار الموضوع هي المرحلة الأهم في كتابة رسالة الدكتوراه، لذلك يجب ان يكون الموضوع الذي تم اختياره جديدًا ومبتكرًا، ولم يتم تناوله من ذي قبل، كما ينصح بقراءة عناوين الرسائل السابقة والتأكد من عدم تكرارها، ويجب ايضًا البحث عن الرسائل التي قامت بتناول رسائل مشابهة للرسالة التي يقوم الباحث بكتابتها، ويقوم بجمع تلك الرسائل في فصل مراجعة الدراسات السابقة، وعند اختيار موضوع الرسالة يجب أن يقوم الباحث بمراعاة النقاط التالية:
- توافق رسالة الدكتوراه مع اهتمامات الباحث وطموحاته.
- توفر المراجع والمصادر اللازمة لإجراء البحث.
- كما يجب أن يكون الباحث ملمًا باللغة التي كتبت بها المصادر والمراجع.
- أضف إلى ذلك أنه يجب أن يتناسب الموضوع مع قدرات الباحث وإمكانياته المادية والعلمية.
4- تنظيم المادة العلمية
يُعتبر تنظيم المادة العلمية من المعايير الهامة جدًا بعد جمع المعلومات والبيانات، فيجب ترتيبها وتصنيفها وتنظيمها ايضًا بشكل منطقي، كما يجب تلخيص وإعادة صياغة ما تم قراءته.
5- التواصل المستمر مع المشرف
يعتبر التواصل المستمر مع المشرف من أكثر المعايير أهمية، وذلك للحصول على النصيحة والتوجيه، وتقديم الملاحظات القيمة خلال مراحل إعداد رسالة الدكتوراه.
6- الالتزام بالمعايير الأكاديمية في الكتابة
يجب ان يتم صياغة رسالة الدكتوراه وفقًا للمنهج العلمي المختار، كما يجب أن نراعي التسلسل المنطقي للأفكار، ويبدأ الباحث بمقدمة تبين الهدف من كل فصل، ويقوم بكتابة فقرة ختامية تلخص فيها أهم النتائج التي توصل إليها، بالإضافة إلى أنه يجب استخدام لغة علمية دقيقة وواضحة ويتجنب المبالغة والتعبيرات المطاطة ويتجنب أيضًا السخرية والتجريح، بالاضافة إلى ان الباحث يجب ان يبتعد عن ضمائر المتكلم والمخاطب قدر المستطاع.
7- الالتزام بالأمانة العلمية وتوثيق المصادر
يتحتم على الباحث أن يقوم بتوثيق كافة المصادر والمراجع العلمية التي قام باستخدامها في رسالة الدكتوراه بشكل صحيح وذلك وفقًا لنظام التوثيق المعتمد.
8- الاهتمام بالجوانب الشكلية للرسالة
ينبغي على الباحث أن يقوم بالاهتمام بتنسيق رسائل الماجستير والدكتوراة وتجليدها وذلك وفقًا لمعايير الجامعة، كما يجب مراعاة جودة الطباعة ووضوح الخط، لأن الإهتمام بالجوانب الشكلية للرسالة من المعايير الهامة جدًا في كتابة رسالة الدكتوراة.
9- الصبر والمثابرة
كتابة رسالة الدكتوراه تتطلب من الباحث أن يكون لديه صبرًا ومثابرةً وجهدًا متواصلًا، فيجب على الباحث أن يتحلى بالارادة القوية وعدم الاستسلام ابدًا أمام التحديات التي تواجههم أثناء رحلته البحثية.
باتباع تلك المعايير والنصائح يستطيع الباحث إعداد رسالة دكتوراه متميزة تساهم في تعزيز المعرفة العلمية وإضافة قيمة علمية كبيرة للمجتمع، وتحقيق أهداف البحث.
معوقات إعداد رسائل الدكتوراه
تعتبر رحلة الحصول على درجة الدكتوراه هي هدف أكاديمي رفيع يسعى إليه الكثير من الباحثين، ولكنها في نفس الوقت تحتوي على كمية كبيرة من التحديات والمعوقات التي تشكل اختبارًا حقيقيًا لمدى قدرة الباحث على الصبر والمثابرة، فإلى جانب الجهد المعرفي والبحث الصعب إلا أن الباحث يواجه صعوبات متنوعة تتطلب فهمًا عميقًا، كما أنها تتطلب استراتيجيات فعالة، حتى يستطيع التغلب عليها، ويبقى السؤال الأكثر شيوعًا، ما هي هذه المعوقات؟ وكيف يمكن التعامل معها باحترافية؟
أولًا معوقات متعلقة بموضوع البحث، مثل
- صعوبة تحديد موضوع أصيل
يعتبر تحديد موضوع بحثي جديد ومبتكر وغير مقرر يمكن أن يضيف قيمة حقيقية للمعرفة هي خطوة من أصعب التحديات التي تواجه الباحث، خاصة في ظل التراكم الكبير والهائل للمواضيع التي تم تناولها، فذلك يتطلب مسحًا شاملًا للأدبيات السابقة ويتم تحليلها تحليلًا نقديًا لتحديد الفجوات المعرفية التي يستطيع البحث الجديد أن يقوم بسد تلك الثغرات و الفجوات.
- غموض المشكلة البحثية
قد يواجه الباحث صعوبة كبيرة في تحديد المشكلة البحثية بدقة ووضوح، وذلك بسبب غموض المشكلة مما يؤثر على جميع مراحل البحث اللاحقة، ولحل تلك المشكلة يتطلب صياغة دقيقة لسؤال البحث، كما أنه يجب تحديد أهداف البحث تحديدًا واضحًا وشفافًا.
- عدم توافر البيانات أو صعوبة الوصول إليها
يعتبر الحصول على البيانات اللازمة حتى يتم إجراء بحث علمي من التحديات الصعبة التي تواجه الباحث سواء كانت هذه البيانات بيانات ميدانية أو بيانات يتم تجميعها من مصادر أخرى، ولحل هذه المشكلة يتم التخطيط المسبق والتواصل الفعال مع الجهات المعنية، كما يجب اللجوء الى بدائل مناسبة إذا تعذر الحصول على البيانات المطلوبة.
- معوقات متعلقة بالوقت والجهد
قد يواجه كاتب رسالة الدكتوراه ضغوطًا زمنية كبيرة، وذلك نتيجة لعدم التوفيق بين الدراسة والعمل والمسؤوليات الأخرى، ولحل تلك المشكلة يجب إدارة فعالة للوقت، ويجب أن يقوم الباحث بوضع جدول زمني محكم ويلتزم به قدر المستطاع، كما أنه من المعوقات التي تواجه الباحث الجهد النفسي والبدني في مرحلة الدكتوراه تفرض على الباحث جهدًا نفسيًا وبدنيًا كبيرًا، مما يؤدي الى الارهاق والضغط النفسي، لذلك ينصح بالحفاظ على نمط حياة صحي وممارسة التمارين الرياضية التي تؤدي إلى تخفيف التوتر.
ثانيًا معوقات تتعلق بالإشراف الأكاديمي
- عدم توافق وجهات النظر مع المشرف
من الطبيعي أن يحدث اختلاف في وجهات النظر لكلًا من الباحث والمشرف حول منهجية البحث، وحول تحليل البيانات، وتفسير النتائج، وللتغلب على هذه المشكلة يجب أن يكون هناك حوارًا بناءً، ويحاول كلًا من المشرف والباحث الوصول إلى حلول توافقية.
- قلة التواصل مع المشرف أو انشغاله
قد يؤثر انشغال المشرف أو قلة تواصله مع الباحث على البحث العلمي وسرعة سيره، فينصح بالتواصل المستمر والمنتظم مع المشرف ومناقشة أي مشكلة أو الحصول على إيضاح أو استفسار بشكل مستمر.
- تغيير المشرف
في بعض الأحيان يضطر الباحث الى تغيير المشرف وذلك لأسباب مختلفة، وبسبب هذا التغيير قد يؤخر إتمام الرسالة، ولحل تلك المشكلة يجب التكيف مع أسلوب إشراف جديد حتى يتم كتابة الرسالة في وقت قليل.
ثالثًا معوقات متعلقة بالمهارات البحثية
- ضعف مهارات الكتابة الأكاديمية
يعتبر ضعف مهارات الكتابة الأكاديمية من المعوقات الشائعة والمشهورة التي تؤثر على جودة الرسالة وقبولها، لذلك ينصح بتطوير هذه المهارات من خلال القراءة المستمرة والكتابة المستمرة ممارسة اللغة والاستعانة ب ورش عمل متخصصة.
- ضعف مهارة التحليل الإحصائي
يعتبر تحليل البيانات إحصائيًا من أهم الجوانب في كتابة رسالة الدكتوراه، لذلك ينصح بأخذ دورات تدريبيه متخصصه في الإحصاء او الاستعانة بخبير في مجال التحليل الاحصائي حتى يستطيع الباحث كتابة رسالة دكتوراه بشكل مميز وذو قيمة.
- ضعف مهارات البحث عن المصادر وتوثيقها
يُعد البحث من المصادر المناسبة وتوثيقها بشكل جيد من أهم المهارات الأساسية للباحث، ومن المشاكل التي تقابل الباحث هي ضعف تلك المهارات، لذلك يجب تعلم قواعد البحث في قواعد البيانات العلمية و أنظمة التوثيق المختلفة.
رابعًا معوقات أخرى
- المعوقات المالية
من المعوقات التي تواجه الباحث أثناء كتابته لرسالة الدكتوراه، نقص التمويل الذي يتسبب في عدم حضور المؤتمرات أو الحصول على المصادر اللازمة، لذلك يجب البحث عن فرص تمويل متاحة حتى يستطيع الباحث كتابه رسالته بشكل دقيق.
- المعوقات الاجتماعية والثقافية
من المعوقات أيضًا التي تواجه الباحث، هي معوقات تنتج عن البيئة الاجتماعية والثقافية التي يعيش فيها الباحث، مثل عدم تقدير البحث العلمي أو صعوبة الوصول الى الفئة المستهدفة.
لا تفوت التعرف على: طريقة البحث في الباحث العلمي