الاستشهاد العلمي من أهم الأدوات المنهجية التي لا غنى عنها للباحثين والأكاديميين على اختلاف تخصصاتهم، فهو نظام متكامل يستخدم لتحديد ورصد النصوص والأفكار التي استعان بها الباحث من مصادر أخرى أثناء كتابة أطروحته العلمية، ولا يعد الاستشهاد العلمي مجرد إجراء شكلي، بل يعد جوهر الممارسة العلمية السليمة القائمة على النزاهة الفكرية واحترام جهود السابقين.
بمكنك الآن مع صي جايد، الإستفادة من كوادرنا والخبراء في مختلف أنواع البحوث العلمية وإعداد رسائل الماجستير والدكتوراة وترجمتها وتوثيقها بكل أمانة وسلاسة.
تواصل معنا على رقمنا المباشر عبر الواتساب 201014797184+ أو عبر بريدنا الإلكتروني [email protected]، وحدد الخدمة التي تحتاجها، وسيسعد فريقنا مساعدتك في بحثك العلمي وتحقيق النتائج المرجوة.
ما هو الاقتباس العلمي؟
يمكن تعريف الاقتباس العلمي بأنه استشهاد واسترجاع الباحث لعبارات ونصوص تتعلق بباحثين آخرين، ولكن بأقصى درجات الأمانة والدقة، سواءً كانت هذه العبارات مكتوبة أو منطوقة، مع الحفاظ على صياغتها الأصلية دون تغيير أي كلمة منها.
أيضًا يتم تعريف الاقتباس العلمي على أنه العمود الرئيسي الذي تستند إليه البنية الأساسية للبحث العلمي فهو من أقدم الطرق التي يتم الاعتماد عليها في جمع المادة العلمية الأكثر رسوخًا، والهدف منه هو تدعيم البحث وإثراء محتواه ولكن يجب الالتزام بضوابط صارمة تضمن الأمانه والدقه العلمية.
في السياق الأكاديمي، يعرف الاقتباس العلمي أيضًا بأنه نقل نصوص من مراجع و أبحاث أخرى، سواءً بشكل مباشر أو غير مباشر، بهدف تأكيد فكرة معينة أو نقدها بموضوعية، والتوصل إلى إضافات جديدة للبحث العلمي، ولا يقتصر الأمر على النقل الحرفي فحسب، بل يشمل أيضًا التفاعل النقدي مع الأفكار المقتبسة.
أهمية الاقتباس العلمي
هدف الاقتباس العلمي والغرض منه يمكن تلخيصه كالآتي:
- تعزيز المصداقيه العلمية
يعتمد الباحث على مصادر موثوقة ويوثقها بدقة، هذا الاقتباس يُضفي على بحثه لمسة من الجدية والمصداقية، ويؤكد الاقتباس الدقيق عمق معرفة الباحث واتساع معرفته بتراث تخصصه.
- الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية
إن الاستشهاد العلمي السليم يمثل اعترافاً صريحاً بجهود الباحثين السابقين ويعمل على حماية الباحث من الوقوع في فخ الانتحال العلمي.
- بناء جسور المعرفة والربط بين القديم والجديد
إن الاستشهاد العلمي يوفر للباحث فرصة كبيرة لربط أفكاره بالدراسات السابقة بشكل منهجي، بحيث يصبح البحث الذي كتبه حلقة في سلسلة متصلة من المعرفة والعلم.
- دعم البناء والحجج
يساهم الاقتباس العلمي الدقيق في تقوية الأدلة والبراهين التي يقبلها الباحث ويعتمد عليها، مما يعزز قوة حجته ويزيد من إقناع الآخرين بشأن أطروحته.
- نقد الدراسات السابقة وعرض الأراء
الاقتباس العلمي لا يعكس بالضرورة موافقة الباحث على محتواه، بل يستخدم في سياق النقد الموضوعي وتحليل الآراء المختلفة، يكمن جوهر البحث العلمي في قدرة الباحث على تقديم أدلة وحجج مقنعة ومنطقية تعزز موقفه العلمي.
- توضيح السياق الفكري
يساعد الاقتباس على رسم خريطة واضحة للتطور المفاهيمي في مجال البحث العلمي، مما يمكن القارئ من فهم موقف الدراسة الحالية.
أنواع الاقتباسات في البحث العلمي
يتنوع الاقتباس العلمي بأشكال متعددة، ولكل نوع وظيفة محددة في المنظومة المعرفية للبحث، ويعد فهم جميع هذه الأنواع ضرورةً حتميةً يجب على كل باحث السعي إلى معرفتها لتحقيق التميز العلمي، وهذه الأنواع هي:
1- الاقتباس المباشر
الاقتباس المباشر هو أن ينقل الباحث النص حرفيًا كما ورد في المصدر الأصلي دون أي تعديل.
طريقة كتابة الاقتباس المباشر:
يجب على الباحث وضعه بين علامتي تنصيص للدلالة على أن هذه الكلمات ليست من بحثه أو من تأليفه، ويتبع ذلك توثيق دقيق للمصدر بوضع رقم بجانب النص مباشرة بعد إغلاق الباحث لعلامة التنصيص، أو بذكر اسم المؤلف وسنة النشر ورقم الصفحة.
يجب فصل الاقتباسات المباشرة التي تزيد عن ستة أسطر عن متن البحث بمسافات خاصة ووضعها في وسط الصفحة مع مراعاة الحد الأدنى من المسافة بين السطور دون الحاجة إلى علامات الاقتباس.
2- الاقتباس غير المباشر (الاستشهاد)
في هذا النوع من الاقتباس، يستوعب الباحث الفكرة من المصدر الأصلي، ثم يعيد صياغتها بأسلوبه الخاص، مستخدمًا مفرداته وتراكيبه اللغوية، ورغم تغير صياغة البحث، تبقى الأمانة العلمية محورًا أساسيًا، ويجب الرجوع إلى المصدر الأصلي، وإذا لم يقم الباحث بهذه الخطوة، فإنه يقع في مشكلة الانتحال الأكاديمي، مما يهدد مصداقيته.
طريقة كتابة الاقتباس الغير المباشر:
يعتمد البحث على لاقتباس غير المباشر في كثير من الأحيان على عبارات تمهيدية مثل ذكر الباحث أو الإشارة إلى المؤلف، مما يعزز من انسياب النص ويمنع القارئ من مواجهة علامات الاقتباس المتكررة.
3- الاقتباس الجزئي
يستخدم الباحثون الاقتباسات الجزئية عند التركيز على جانب محدد من موضوع ما، فهي تدعم فكرته الرئيسية من المصدر الأصلي، يمكن القيام بذلك باقتباس عبارة واحدة، أو جملة قصيرة، أو كلمة رئيسية أثارت فضولهم أو اهتمامهم، مع ذلك، يجب وضعها بين علامتي اقتباس وتوثيقها بشكل صحيح.
4- الاقتباس المتقطع
في هذا النوع من الاقتباس العلمي يقوم الباحث بحذف الكلمات أو العبارات غير الضرورية من النص والتي خلط بينها، مبيناً الحذف باستخدام علامات الحذف، بهدف إعلام القارئ بحذف جزء من النص الأصلي، وبالتالي الحفاظ على أجزاء العرض الأساسية دون المساس بالمعنى.
5- الاقتباس بإعادة الصياغة
يعد هذا النوع من أكثر أنواع الاقتباس العلمي شيوعًا في البحث العلمي، وهو مبني على الرأي والاستنتاج، وفيه يحافظ الباحث على جوهر الفكرة الأصلية، ولكنه يضيف إليها ثوبًا لغويًا جديدًا كليًا، ولكن بشرط الحفاظ على المعاني والأفكار الأصلية، أي كلمة منها، مع ضرورة توثيق المصدر رغم تغيير الصياغة، حتى لا يقع الباحث في خطأ أن إعادة الصياغة تعفيه من توثيق البحث.
ما هي نسبة الاقتباس في البحث العلمي؟
تختلف المعايير التي تطبقها الجامعات السعودية فيما يتعلق بحساب نسبة الاقتباس المسموحة في الأبحاث والرسائل العلمية، بعض المؤسسات تفرض قواعد تحدد الآتي :
- الحد الأقصى لنسبة الاقتباس هو 15% من إجمالي المحتوى، مع التركيز على تحديد نسبة المصدر الواحد إلى 5% كحد أقصى، بينما تسمح مؤسسات أخرى بالانتحال بنسبة تصل إلى 20% أو 25%، مع اشتراط خلو النص من أي تدقيق علمي.
- أما الحد الأدنى لا تقل نسبة الاستشهادات عن 5% أو 3% من محتوى البحث، مما يضمن أن الدراسة مبنية على أسس نظرية موثوقة ومؤكدة.
- من أهم قواعد كتابة الاقتباس العلمي ألا يتحول البحث إلى مجرد تجميع لنصوص الآخرين، لأن ذلك يفقد الباحث استقلاليته العلمية، لذلك، ينصح بألا يتجاوز النص المقتبس حرفيًا نصف صفحة أو صفحة كاملة من مجمل الرسالة العلمية، وأن يكون الاقتباس متوافقًا مع سياق البحث، وأن يعلق عليه الباحث بما يظهر فهمه وإسهامه العلمي.
كيف يُكتَب الاقتباس في البحث العلمي؟
تختلف قواعد كتابة الاقتباس في البحث العلمي، وترتبط بها عدة مبادئ أساسية تضمن الدقة والموضوعية:
- من أهم قواعد كتابة الاقتباسات العلمية الحفاظ على النص المقتبس دون تعديل عند الاقتباس المباشر، حتى إذا احتوى على أخطاء لغوية أو إملائية، ويكفي الإشارة إلى ذلك بكلمة “هكذا” بين علامتي تنصيص.
- الاقتباش المباشر الطويل (أكثر من 40 كلمة) يتم وضعه في فقرة منفصلة بمسافة بادئة من اليسار وبحجم خط أصغر بدون علامات تنصيص.
- أما إذا تدخل الباحث في النص، فعليه وضع إضافاته بين قوسين (هكذا )، وعند الحذف.
- توضع ثلاث نقاط متتالية مكان النص المحذوف … ، حفاظًا على سلامة الاقتباس العلمي.
- إضافةً إلى خصوصية الاستشهاد بالقرآن الكريم، يجب وضع الآيات بين قوسين اقتباس « »، مع التأكيد على علامات الترقيم كاملة، ثم اسم السورة ورقم الآية، احتراماً لقدسية النص القرآني وتمييزاً له.
أمثلة عن الاقتباس في البحث العلمي
تتطلب عملية الاقتباس العلمي دقةً عاليةً والتزامًا بالقواعد، ويتحقق ذلك بعرض الاستشهادات في مكانها الصحيح، مما يساعد القارئ على فهم أهميتها. وهناك العديد من الأمثلة على الاستشهاد العلمي، مثل:
مثال على الاقتباس المباشر:
كما أشار العالم جونسون في عام 2020 وقال: “إن البيئة التعليمية تؤثر بشكل كبير على أداء الطلاب” (ص. 45) .
مثال على الاقتباس غير المباشر:
كما قال جونسون عام 2020 أن البيئة التعليمية تلعب دورًا محوريًا في تحسين الأداء الأكاديمي.
مثال على الاقتباس من مصدر إلكتروني:
وفقًا لدراسة حديثة حول تأثير التكنولوجيا على التعليم (اسم الباحث أو الجهة أو اسم الموقع، السنة، رقم الصفحة إن وجد) .
مثال على الاقتباس الطويل:
كما قال جونسون عام 2020 أن:
“البيئة التعليمية تلعب دورًا محوريًا في تحسين أداء الطلاب من خلال توفير بيئة داعمة تقوم بتشجيعهم على التعلم التعاوني والمشاركة النشطة.“
مثال على الاقتباس من إحصائية:
وفقًا لدراسة أجرتها المنظمة التربوية، أظهرت النتائج أن “65% من الطلاب يظهرون تحسنًا في أدائهم الأكاديمي بعد تطبيق التدخلات التعليمية” (اسم المصدر، السنة).
مثال على الاقتباس من مصدر قانوني:
تنص المادة 10 على أن “التعليم يجب أن يكون متاحًا للجميع دون تمييز” (اسم الجهة، السنة، المادة 10) .
مثال على الاقتباس من مصادر متعددة (إستخدام الفصلة المنقوطة):
كما أظهرت الدراسات السابقة (جونسون، 2020؛ مارك، 2019) أن التكنولوجيا تساهم بشكل كبير في تحسين جودة التعليم.
مثال على الاقتباس النصي:
التطور هو عملية تدريجية، “لا يمكن أن تعمل إلا بخطوات قصيرة وبطيئة للغاية” (داروين، 1859، ص. 510) .
مثال على الاقتباس السردي:
يوضح داروين (1859) أن التطور “لا يمكن أن يعمل إلا بخطوات قصيرة وبطيئة جدًا” (ص. 510) .
إن التهاون في إستخدام علامات الترقيم الصحيحة في مواضع الإقتباس من أكثر الأخطاء الشائعة في رسائل الماجستير والدكتوراة، يمكنك الآن الإستعانة بخدمات صي جايد التعليمي في كتابة وتوثيق الإقتباس في البحوث العلمية بطريقة صحيحة طبقًا لشروط ومعايير الإقتباس الي تحددها الجهة المختصة ببحثك العلمي.